المزارعون في تونس يستثمرون الأمطار لزيادة مساحات القمح

ميدار.نت - تونس
تونس
الحبوب
القمح
08 يناير 2024
Cover

ميدار.نت - تونس

تمكن المزارعون في تونس من التوسع في بذر مساحات الحبوب، وإعادة إحياء خطة تحقيق الاكتفاء الذاتي التي أطلقتها السلطات قبل عامين، مستفيدين من الأمطار الوافرة التي هطلت في الأسابيع الأخيرة.

وغيّرت الأمطار اتجاه موسم الزراعات الكبرى، حيث تقدمت نسبة البذر وطنياً بنحو 90% في اتجاه زراعة 1.2 مليون هكتار، ويحتل القمح الصلد النسبة الأكبر منها، يليه الشعير والقمح اللين.

والجيد أن الأمطار تزامنت مع موسم بذر الحبوب الذي انطلق نهاية شهر نوفمبر الماضي.

 وتعتبر الحبوب في تونس من أكثر المحاصيل تأثراً بالعوامل المناخية، لأن ما يزيد عن 90% من المساحات هي مناطق بعلية تعول على الأمطار، بينما لا تتعدى نسبة مساهمة المساحات المروية في الإنتاج 10% على أقصى تقدير.

وتطبق تونس منذ مارس الفائت، نظاماً لتقسيط المياه، بسبب تراجع كميات المياه المخزنة في السدود إلى نحو 22%.

وبموجب نظام التقسيط تمنع السلطات العديد من الأنشطة المستهلكة للمياه، بما في ذلك الزراعات التي تعتمد على السقي، ما أدى إلى نقص المعروض من العديد من الأصناف في الأسواق، وارتفاع الأسعار.

ولكن كشفت أحدث البيانات الرسمية ارتفع منسوب المياه في السدود إلى أكثر من 27% من طاقتها التخزينية، بعد أن نزل إلى مستوى 22% خلال سبتمبر الماضي.

 

تبديد القلق

وقال عضو منظمة المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري محمد رجايبية إن الأمطار بددت قلقاً كبيراً ساد في صفوف المزارعين خلال الأشهر الماضية، بسبب انحباس الأمطار لأشهر طويلة، ما أدى إلى تأخر موسم البذر بنحو أسبوعين.

وأكد رجايبية: "يتقدم موسم البذر بنسبة مهمة فاقت الـ 90%". ورجح أن تشمل الزراعات 1.2 مليون هكتار، رغم الصعوبات الكبيرة بشأن توفير نوعيات جيدة من البذور ومختلف مدخلات الإنتاج على غرار مادتي الأمونيا والفوسفات الزراعي.

واعتبر رجايبية أن التحولات المناخية، وانحباس الأمطار لمواسم متتالية، حوّلت إنتاج الحبوب إلى قطاع محفوف بالمخاطرة في تونس، وهو ما يتطلب توفير خطوط تمويل تتقاسم فيها الدولة الأعباء مع المزارعين في سنوات الجفاف.

ولفت المسؤول الزراعي إلى أن متوسط كلفة إنتاج هكتار واحد من الحبوب تصل إلى 1600 دينار (517.8 دولاراً).

وواجه مزارعو تونس موسماً قاسياً العام الماضي، بسبب خسارة أكثر من 80% من المحاصيل نتيجة الجفاف، وخسارة ما يزيد عن 2.5 مليون طن من الحبوب، حيث لم تتجاوز المحاصيل المجمعة 500 ألف طن.

&nb